تبا لهم خدعونا ومضوا

سأعود بالذاكرة للوراء قليـلاً ولن أبتعد كثيراً ,,

كلنـا قد ثارت ثائرته حين قامت تلك الصحيفة المجرمـة بنشر رسومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تفجر الغضب وانسكب حبر القلم دفاعاً عن الرسول خطبـة ومقالةً وشعراً ونثرا ,, فهذا ينشر سنة وهذا يبث حديثاً وذاك يقاطع لهم منتجاً وآخرون اجتمعوا لإيجاد السبل لتعريفهم بالاسلام و و و و ,, ورأينا صوراً كثيــرة تبشر بالخير حينها , فقد أثارت تلك القضية الفسّاق فكيف بالغيورين على دينهم .. وتقدمت تلك الصحيفة باعتذار حين انهار اقتصادها .............

ولسان الحال قائـل::

فإن أبي و والده وعرضي لعرض محمد منكم فداء..

نحن الذين وطئنا .. بالخيل عرش الأعاجم
نحن الذين بنينا .. حُصوننا من جماجم
سُقنا حليلات كِسرى .. بالسوط سوط الغنائم
رسولنا من صنعنا .. بُناة مجد أكارم
رسولنا شمس حق .. أضاء وجه العوالم
أنار مشكاة ليل .. من الضلالة قاتم
وصاغ من بعض قومٍ .. جيلاً مع الفجر قادم
فحطَّموا رأس باغٍ .. وذلَّلوا كل ظالم
حرباً على كل حربٍ .. سِلماً لكل مُسالم

وبعد ثلاث سنوات تزيد أو تقل تتكرر المأساة و تعيــد الصحف فصول القصـة بشكل آخر وإصرار بحريـة الرأي ,, وماذا كانت الردود ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

لا شيء يذكر أو يقارن بتلك السابقة ..!!!

مالذي حصل ؟؟

مالفرق بين الحادثتين ؟؟

أوليس المسلمين هم ذاتهم أولئك الذين حضروا القضيتين ؟؟

أوليس المقصود بالحادثتين قدوتنا وإسلامنا ؟؟

أوليس الاسلوب المستخدم بكلا الحدثين هو هو إلا أن الثاني تميـز بإصرارهم وعدم إعتذارهم ؟؟

طرحت على نفسي هذه قبل أن أطرحها هنـا ,, فوجدتني أُطـرق خجلاً من نفسي ,,

بالفعل كانت ردة الفعل الاولى مختلفة عن الثانية ..!

واليوم ذلَّت رؤوس .. وأذعنت كالسوائم
تبًّا وتبًّا لذُلٍّ .. أقام فينا المآتم
فاستأسد البغل لمّا .. خَبت رؤوس الضياغم
وزمجر القرد يرمي .. رسولنا بالشتائم
ما عاد في العيش خير .. إن ألجمتنا البهائم

ربمـا تساءل أحدٌ يمر من هنـا لمَ الآن ؟؟

وأجيبك ::

كنت أستمع لشريط " كلنا اليوم فداه " ,, و والله أني خجلت من نفسي ,,

كانت كلمات المشائخ رنااااانه ,, مدويـة ,, منذرة ,, كما الصاعقة تنزل على هامة الفتى فترديه ,, حينها كنا نشعر بحرقة كلامهم ,, نشعر بلهيب الحرف يتصاعد من كلماتهم و قلوبهم , واليوم هناك شيء مختلف ..!

أعرف أن البعض قد يختلف معي هنـا ,, لكن أثق أن هناك شيء قد اختلف !!!!

/

لم أطرح هذه التساؤلات أمـلاً في إجابـة من أحد ,, لكن يكفيني أن يطرحها على نفسه ويجيب بكل صدق عنها .. لتشعل في قلبه همّـاً قد خبا نوره ...

لا تكن همومنا وثورتنا لحظيـة ,, فإن كنت صاحب مبدأ سامٍ فـ لتظل مدافعـاً عنه حتى الموت ..

فقم واخلع رباط القهر .. واصفع كل من صالا
فهذا العِز مُرتهن .. بدم الحُر إن سالا

لن نطالب بالدمـاء تسكب على الارض فليس الآن وقتها ,, ولكن اسكبها في قلبك لتحيي أرضـاً موات ..

لاتجعل أولئـك يخدروا مشاعرك بكثرة استهزاءهم والتهوين من أمر المسلم , ولتكن كل قضيـة يثيرها أولئك القوم أو غيرهم محطة ثورة في نفسك وتغيير في عالمك المحيط نحو الافضـل وذلك بالتمسك أكثر بدينك ومعرفته حق المعرفة , فنحن سنبقى في صراع معهم ما دام في المسلم قلب ينبض بعزة إسـلامـه ..!

جزاك الله خيرا اختي كلام صح