قصيدة عن الموت

موضوع: قصيدة عن الموت السبت يونيو 28, 2008 7:08 pm

ليس الغريب غريب الشام و اليمن, إن الغريب غريب اللحد و الكفن
إن الغريب له حق لغربته, حق على المقيمين في الأوطان و البلد
دعني أنوح على نفسي واندبها, واقطع الدهر في التسبيح و العبر
دعني أسح دموع العين أرسلها, فيا عسى عبرة منها تخلصني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا, على المعاصي و عين الله ترقبني
دنى الرحيل و قلت لنفسي وا أسفاه كيف الرحيل و ذنبي قد تقدمني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني, و ما أرى اليوم الطبيب ينفعني
وقد أتى هادم اللذات يجذبها من كل عرق بلا رفق و لا وهن
و استخرج الروح مني في تغرغر ها وكان ريقي مريرا حين أخرجني
وصار من كان أحب الناس في عجل نحو المغسل يأتيني ليغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني من ثيابي جميعا و أعراني و اغسلني

وأسكب الماء من فوقي وغسلني غسل الممات ونادى القوم بالكفن

وحملوني على الأكتاف أربعة من الرجال و خلفي من شيعني
و قدموني إلى المحراب و انصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا علي صلاة لا ركوع فيها و لا سجود لعل الله يرحني
و أنزلوني إلى قبري على مهل و قدموا واحدا منهم يلحدني
و كشف الثوب عن وجهي لينظرني و اسكب الدمع من عين و قبلني
و قال هيلوا عليه التراب و اغتنموا حسن الثواب و كل الناس مرتهن
في ظلمة القبر لا أم تصاحبني ولا رفيق بذات اللحد و الكفن
من منكر و نكير ما أقول لهم و قد هالني أمرهم جدا فأفزعني
و أجلسوني و جدوا في سؤالهم ما لي سواك الاهي يثبتني
يا نفس كفي عن العصيان و اغتنمي فعلا جميلا لعل الله يرحمني

يا نفس ويحك توبي و اعملي حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسن.