لحظة مصارحه مع رحم

أكتب إليك يا من تقراءين أحرفي .... أبث إليك شكاتي ....علني أصل معك إلى حل به نجتمع وعليه نأتلف...
تعالي معي ..
انظــري إلى من حولك ..
وقبل ذلك انظري لأعماق قلبك ..
أين أقرباؤك من نفسك ....
أين الذين وصى الله بهم بعد حقه جل وعلا وحق والديك ..!
هل أحصيتيهم لتصليهم جميعا ...!؟
لا شك أن الإجابة معروفة لدى الجميع
قد تسمع قائل يبرر موقفه بقوله :
إنهم لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ...أصحاب مصالح فقط
وآخر يقول :
إنهم هم الذين ابتدئوا بالخطاء ولا يمكن أن أتنازل لهم ...بل في قطعهم راحة لنا ..
وأحدهم يختلق أسبابا وان كانت عن حسن ظن منهم وبدون قصد قد أخطئوا في حقك ..
بل بعضهم من سوء ظنه بالناس يختلق أساب الشحناء فيوغر الشيطان قلبه عليهم
وآخرون يقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم فتنتشر الشائعات بين الخلق كانتشار النار في الهشيم
وهذا هو واقعنا وللأسف
انقطعت أواصر المودة بين الناس فانقطعت على أثرها أواصر التواصل إلا من رحم الله
بل قد تحل على أحدهم المصائب ولا يعرف عنه جاره شيئا
لا يعرفون بعضهم إلا في المناسبات ...بل حتى في تلك المناسبات تراهم وترى في أعينهم الإجبار على المجيء
أختي ...
عندما غاب عنا الهدف الحقيقي الذي من أجله وجدنا ( رضا الله ) في جميع تعاملنا تعددت أهدافنا واختلفت وجهاتنا فاختلفت قلوبنا وأصبحت شياطين الإنس والجن تنزغ بين القلوب
فعلنا أن نداوي هذا الجرح ونجمع الشمل بعد الفرقة بذكر بعض الامور التي أسأل الله أن ينفع بها ...
أختي ..
لعل من أسباب تكالب أعدائنا من الخارج هو تمكن عدونا من قلوبنا ففرق بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه وبين الجار وجاره وهكذا حتى صار المجتمع متنازع فصرف قوته في حل تلك المشاكل عن تطويره فرأى الحاقدين على الإسلام منا ضعفا فهجم علينا
لذلك علينا أن نرجع إلى الله وان نغض الطرف عن أخطاء غيرنا ولنجعل صدورنا رحبة تسع الجميع لا نجعل معاملتنا لأجلهم بل من أجل العلي القدير الذي من أجله يستسهل المؤمن كل الصعاب ولسان حالنا :
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
لنحرص على القول الطيب فلا نقول إلا خيرا امتثالا قول المولى جل وعلا : ( وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)
هب وفقك الله أنهم قد أخطئوا ....فلماذا لا تكون هناك شفافية بيننا وبينهم لا نجعل لها تأثيرا ...بل نتصارح فيما بيننا فقد تجد له عذرا لما فعل
فبالمصارحة تُغسل القلوب وتُطهر من حبائل الشيطان وقدوتك في ذلك عمر وأبو بكر رضي الله عنهما
وإذا لم تجد لهم عذرا ... فصلهم فكأنما تسفهم المل..فليس الواصل بالمكافئ كما قال عليه الصلاة والسلام
اجعل أخلاقك أخلاق الأنبياء
إن سمعت عنهم ما يسوئك فلا تتعجل بالحكم عليهم بل تثبت من القول المنقول إليك ( يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
أسأل الله جل وعلا أن يلم شملنا وأن يطهر قلوبنا