[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله/
إليكم هذا الحديث نفعنا الله وإيّاكم/
همسات للنفس!
يا نفس .
إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة ، والاستقامة على مشيئته موقوفة ،
والعاقبة مغيبة ، والإرادة غير مغالبة ، فلا تعجبي بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قرباتك ،
فإن ذلك وإن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدار عليك وخيره .
فمهما افتخرت بذلك كنت كالمفتخرة بمتاع غيرها وربما سُلب عنك،
فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير ،
فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم فأصبحت وزهرها يابس هشيم ،
إذ هبت عليها الريح العقيم كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم،
فيصبح وهو بمعصية الله مظلم سقيم ذلك فعل العزيز الحليم الخلاق العليم
.............................................
يا نفس .
مالك من صبر على النار ، نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين أن تدخلي الجنة هيهات هيهات ،
متى العمل فاستيقظي يا نفس ويحك ، واحذري حذرا يهيج عبرتي ونحيبي ،
وتجهزي بجهاز تبلغين به شاطئ الأمان فلم ينل المطيعون،
ما نالوا من حلول الجنان ورضا الرحمن إلا بتعب الأبدان والقيام لله بحقه في المنشط والمكره.
.............................................
يا نفس .
ما أصعب الانتقال من البصر إلى العمى ، وأصعب منه الضلالة بعد الهدى ،
والمعصية بعد التقى ، كم من وجوه خاشعة،
وقعت على قصص أعمالها عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ،
وكم من شارف مركبه ساحل النجاة فلما هم أن يُرتقي لعب به موج فغرق الخلق كلهم تحت هذا الخطر ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ،
ما العجب ممن هلك كيف هلك إنما العجب ممن نجا كيف نجا .
.............................................
يا نفس .
كيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا ؟!
فبعيد من قلبه بعيد من الله تعالى ، غافل عنه متعبد لهواه أسير لشهواته ،
لسانه يابس عن ذكره وجوارحه معطلة عن طاعته،
مشتغلة بمعصيته فبعيد عن هذا أن يوفق للخاتمة بالحسنى .
.............................................
يا نفس .
أما الورعون فقد جدوا ، وأما الخائفون فقد استعدوا ،
وأما الصالحون فقد فرحوا وراحوا وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا ،
العلم لا يحصل إلا بالنصب والمال لا يجمع إلا بالتعب ،
فإن حرصت على الخلاص فاعلمي أنه من عزم بادر ومن هم ثابر ،
ولا ينال العز والمفاخر من كان في الصف الآخر .
يا نفس .
بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها ،
فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين،
وقد أشرقت وبرؤوس العصاة وقد أطرقت قال تعالى :
" وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا
فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ" السجدة 12 .
والله يحفظكم.