ألا تدمع له عينك ويحزن له قلبك..
أعمى يُقاد ويُمشى به لا يشاهد إلا ظلاما..
فقد أغلى ما لديه..
لا يفرق بين الجمال والقبح، وبين الصحراء والأشجار
ومع ذلك يقف بكل ثبات وعزة وأمام جموع من الناس ويترنم بآيات الله العظمى..
والله إننا نطأطئ رؤوسنا خجلا منه وذلا..
قد نجد الكثير من الناس يستغلون تلك النعمة العظيمة – نعمة البصر-على معصية الله تعالى لا حول ولا قوة إلا بالله
الكثير من الناس لا يعرفون القرآن إلا عند الصلاة..
الكثير من الناس أصبحوا معولاً هدما للإسلام ولا استغلوا نعمة أبصارهم لرفع مجده..
الكثير من الناس تقاعسوا عن خدمة والديهم وأهليهم وتناسوا نعمة أبصارهم الذي إن شاء الله أفقدهم ذلك..
الكثير من الناس في غفلة معرضون عن ربهم والمسارعة بالأعمال الصالحة.. وتناسوا ذلك الأعمى الذي يتمنى ولو عين واحدة لكي يقيم مشروعا أو يبني مسجدا أو يواسي جرحا أو........ الخ
هذا المشهد.. ذكرني بقول ذلك الشاعر على لسان أحد المعاقين:
في الليل أبكي وأخفي *** عند الضحى عبراتي
الناس تحقر حزني *** لــــما رأوا من ثباتي
وما دروا أن قلبي *** تــــــلوكه حسراتــي
إذا رأيتُ المصلّي *** يــقــوم في الـظــلـــماتِ
وذاك في البيت يسعى *** مع السعاةِ الحفاةِ
فاضت دموعي لتبدي *** السُّموَّ في أمنياتي !
أرى الحوادث حولي *** مليئةً بالعظاتِ
وما أنا غير ذكرى *** تهزُّ رأسَ الغفاةِ
ويلاه نعمةُ ربي *** مطيّة الشهواتِ!
هذا تسيرُ خطاه *** لتهتكَ الحرماتِ
وآخرٌ لا يصلّي *** بوقتها الصلواتِ
وذاك يمشي.. لماذا ؟ *** لمسرح الراقصاتِ
وذاك في السوق دائماً *** يلاحق الفاتناتِ
إنّ المعاقين خيرٌ *** من هؤلاءِ المشاةِ !!
يا قومُ لستُ معاقاً *** ما دمتُ أسمو بذاتي
على السرير وأمشي *** دوماً بدرب الهُداةِ
على السرير وعزمي ***على جبال السُّراةِ
على السرير وروحي *** تطير كالنسماتِ
كلا .. أنا لست كلا *** كلٌّ أنا في صفاتي
بالذكر يحيى فؤادي *** وفرحتي في صلاتي
لجنّة الخلد أهفو *** بالصبر والدعواتِ
الحمد لله قلبي *** ما مات قبل مماتي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لاتعد ولاتحصى... نسأل الله أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا