المشتاقه لربها مشرفة قسم دفاعا عن الحبيب
عدد الرسائل : 717 العمر : 43 رقم العضوية : 6 تاريخ التسجيل : 06/06/2008
| موضوع: القلب السليم الإثنين يونيو 16, 2008 10:26 am | |
| قال ابن القيم رحمه الله : " والقلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم من هذا وهذا فهو, القلب الذي قد سلّّّّّم لربه وسلّّّم لأمره , ولم تبق فيه منازعة لأمره , ولا معارضة لخبره , فهو سليم مما سوى الله وأمره لا يريد إلا الله ولا يفعل إلا ما أمره الله , فالله وحده غايته , وأمره وشرعه وسيلته وطريقته لا تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره , لكن لا تمر عليه إلا وهي مجتازة تعلم انه لا قرار لها فيه , ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه , ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك , وسليم من البدع وسليم من الغي وسليم من الباطل وكل الأقوال التي قيلت في تفسيره فذلك يتضمنها وحقيقته أنّّّّه القلب الذي قد سلم لعبودية ربه حياء وخوفا وطمعا ورجاء , ففني بحبه عن حب ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه ; وبرجائه عن رجاء ما سواه وسلم لأمره ولرسوله تصديقا وطاعة كما تقدم , واستسلم لقضائه وقدره فلم يتهمه ولم ينازعه ولم يتسخط لأقداره , فأسلم لربه انقيادا وخضوعا وذلا وعبودية , وسلّّّم جميع أحواله وأقواله وأعماله وأذواقه ومواجيده ظاهرا وباطنا من مشكاة رسوله , وعرض ما جاء من سواها عليها فما وافقها قبله وما خالفها رده وما لم يتبين له فيه موافقة ولا مخالفة وقف أمره وأرجأه إلى أن يتبين له , وسالم أولياءه وحزبه المفلحين الذابّين عن دينه وسنة نبيه القائمين بها , وعادى أعداءه المخالفين لكتابه وسنة نبيه الخارجين عنهما لداعين إلى خلافهما." المنتقى من مفتاح دار السعادة ص 41
| |
|