ملتقى النخبه الإلكتروني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تجمع حافظات الذكر الحكيم ( للفتيات فقط )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسلة نساء صدقن-2-/حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة/

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منال من المغرب
عضوة نشيطه جدا
عضوة نشيطه جدا
منال من المغرب


عدد الرسائل : 624
مكان الاقامه : المغرب
رقم العضوية : 59
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

سلسلة نساء صدقن-2-/حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة/ Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة نساء صدقن-2-/حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة/   سلسلة نساء صدقن-2-/حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة/ Emptyالإثنين يوليو 28, 2008 2:57 pm

من بني سعد أتت

حليمة بني أبي ذئيب، وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأي كبشة، وتعرف بحليمة السعدية نسبة إلى بني سعد. هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه. وأبناؤها إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة : عبد الله، وأنيسة بنت الحارث بن عبد العزى، والشيماء بنت الحارث.
تردد وأخذ

خرجت السيدة حليمة رضي الله عنها مع زوجها وابنها الصغير في نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء، ولنتركها تحكي لنا القصة، قالت : " خرجت على أتان لنا قمراء معنا شارفٌ لنا والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معي من بكائه من الجوع، وما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذوه، ولكنا نرجو الغيث والفرج. فلقد أذمت أتاني بالركب حتى شق عليهم ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنا إنما نرجو المعروف من أبي الصبي. فكنا نقول: يتيم، فما عسى أن تصنع أمه وجده ! فما بقيت امرأة معي إلا أخذت رضيعاً غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي (قلت : تريد زوجها)، وكان معي: إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه !"(1)

يتيم تزهد فيه المرضعات وما يدرين أنك يا محمد خير خلق الله، وأفضل من مشى على الخضراء(أي الأرض) وأظلت الغبراء(أي السماء) ولو علمن بقدرك يا علم الهدى لأتينك هرولة، كل تريد أن تفوز بأن تكون الحاضنة، وأن تحضى منك بمصة صبي- ليس كباقي الصبية- لقطرة لبن تفخر بها على نساء العالمين، وتشرف بها أيما شرف في أنها كانت البانية لخير جسد ضم أسمى روح حملت أعظم رسالة وأجلها.
فطوبى لحليمة بهذا الاختيار، ولننصت لها تكمل لنا البقية الباقية من قصتها.



خير وبركة، بحلول النسمة المباركة

قال: " افعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. قالت: فذهبت فأخذته، فلما أخذته ووضعته في حجري أقبل عليه ثدياي مما شاء من لبن، فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما، وما كان ابني ينام قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حافل، فحلب منها ثم شرب حتى روي، ثم سقاني فشربت حتى شبعنا. قالت: يقول لي صاحبي: تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمةً مباركة ! قلت: والله لأرجو ذلك. قالت: ثم خرجنا، فركبت أتاني وحملته عليها فلم يلحقني شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب اربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ؟ فأقول: بلى والله لهي هي، فيقلن: إن لها شأناً، ثم قدمنا منازلنا من بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضر من قومنا ليقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي ابنة أبي ذؤيب ! فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة من لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً "(2).

أرأيت يا حليمة أن وجود الصبي محمد يذر عليك وعلى من معك خيرا عميما وبركة عظيمة لا يضاهيهما عطية ملك، ولاهبة سلطان، كيف لا وهو من اختاره الله رحمة للعالمين وبشرى لكل من يحمل هما أو يعيش تحت نير ظلم الظالمين.



خوف وقلق

روى الإمام مسلم رحمة الله عليه عن أنس رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه(أي رماه أرضا) فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب ثم لأمه (أي جمعه) ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا : إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون" (3) ويزيدك الله فخرا يا حليمة، ويزيدك سؤددا وشرفا حين يغسل قلب النبي الصبي صلى الله عليه وسلم في ديارك وبين غلمان بني قبيلتك فيطهر من حظ الشيطان منه.

قالت حليمة : فاحتملناه فقدمنا به على أمه. فقالت: ما أقدمك يا ظئر به وقد كنت حريصة على مكثه عندك ؟ قالت: قلت: قد بلغ الله بابن، وقضيت الذي علي، وتخوفت عليه الأحداث فأديته إليك كما تحبين. قالت: ما هذا بشأنك فاصدقيني ! ولم تدعني حتى أخبرتها. قالت: فتخوفت عليه الشيطان ؟ قلت: نعم. قالت: كلا والله ما للشيطان عليه سبيل، وإن لابني لشأناً، أفلا أخبرك ؟ قلت: بلى. قالت: رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من الشام، ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف منه ولا أيسر، ثم وقع حين وضعته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء. دعيه عنك وانطلقي راشدة.
انطلقت راشدة يا حليمة بعد أن أديت الذي عليك، وبلغ كتاب الله أجله. وعاد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأهله ليصنع على عين الله كما شاء الله.
هذا حظك يا حليمة السعد في بناء رمز الأمة، فما حظنا في الأخذ بما أرسل به من الآيات والحكمة؟ وأي جهد بذلنا لتحقيق معاني المحبة والإتباع لرسول الرحمة؟ حتى نكون ممن نال القبول عند الله، ومكن لأمة رسول الله عليه صلوات الله.


__________

(1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: 585.
(2) نفس المصدر.
(3) صحيح الإمام مسلم.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة نساء صدقن-2-/حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة/
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى النخبه الإلكتروني :: الأقسام الإسلاميه :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: