اعتذر لن أستطيع إنزالها مرتبة
وأولي مثلٍ وجنسٍ لو سكنا ولو سكوناً عارضاً ادغم انت
أولي أصلها أولين فلما أضيفت لكلمة مثل حذفت نونها للإضافة لأن النون تقابل التنوين في المفرد والتنوين علامة التنكير (أي نكره) فلما أضيفت كلمة أولين لكلمة مثل صارت معرفه حذفت نونها فصارت أولي
معنى هذا الكلام الأول من المتماثلين مثلاً(ب_ب)والأول من المتجانسين مثلاً(د_ت)مثل (قد تبين )،إن سكنا أي إن كانت هذه الباء ساكنه وكانت هذه الدال ساكنه فالتقى متماثلان أو متجانسان فوجب الإدغام لكل القراء لأن الإظهار في مثل هذه المواضع لحن أي خطأ لغة فالعرب إذا التقى متماثلان والأ ول ساكن لا يظهرون فعند قراءة (وليكتب بينكم) يدغمون البائين ولا يظهرونهما وكذالك عند قراءة (فما ربحت تجارتهم)إدغام واجب وإظهاره لحن وقلنا سابقاً ما كان ثابت لغةً فهو ثابت قراءةً وما كان صحيحا قراءةً فهو صحيح لغةً وليس كل ما صح لغةً صح قراءةً ،إذاً هناك ثلاث قواعد
1_ما كان ثابت في اللغة فهو ثابت في القراءة
2_كل ماصح قراءة صح لغة ولو تكلم عليه بعض النحاة ممن لا علم واسع عنده وممن ظن أن كل العلم وصل إليه
3_ليس كل ما صح لغة صح قراءة
فقد تصح بعض الوجوه في اللغة ولم يقرأ بها أحد، وعلى هذا يحمل كلام أبي عمر ابن العلاء رحمه الله لما كان يقول:لولا أن القراءة سنه لقرأت حرف كذا كذا و قرأت حرف كذا وكذا ولكن القراءة سنة بمعنى إتباع وليس فيها مجال للاختراع والرأي
و أولي مثلٍ وجنسٍ إن سكن أدغم أنت
قال الشارح : الإدغام لغة_ إدغام الشيء في الشيء ومنه أدغمت اللجام في فم الفرس
إصطلاحاً : إيصال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً يرتفع اللسان عنه إرتفاعة واحدة
وهو أي الحرف المدغم بوزن حرفين سواء الميزان العروضي أو الصرفي أو الميزان الزمني يعني زمن نطق الحرف المشدد يساوي زمن النطق بحرفين ، مثل : الرّحمن حرف الراء المشدد يعطى زمن حرفين أما إذا قرء الراء بسرعة نكون قد اختلسنا زمن الراء الأولى ، وعلى هذا يقال ارتفاع اللسان عنه قوله اللسان هذا من باب التغليب في اللغة يغلبون شيء على شيء يقال _ الأبوان يقصد بهما الأب والأم ويقال الحسنان يقصد بهما الحسن والحسين ...... إلخ
فهنا اعتبار أن أغلب حروف اللغة العربية تخرج من اللسان فاللسان فيه عشرة مخارج يخرج منها ثمانية عشر حرفاً من أصل تسعة وعشرين حرف بقي أحد عشر حرفاً تخرج من الجوف والحلق والشفتين ، ومن هذا قال شيخ الإسلام حرفاً واحداً مشدداً يرتفع اللسان عنه وإلا قد يكون الحرف المشدد حرف غير لساني / مثل ( فأنت عنه تلهى ) فالهاء مشددة حرف حلقي وكذلك ( وليكتب بينكم ) فالباء مشددة وهي حرف شفوي فلو استبدلنا كلمة اللسان بكلمة المخرج يكون الكلام شاملاً لكل الحروف فنقول حرفاً واحداً مشدداً يرتفع المخرج عنه ارتفاعه واحدة فكلمة المخرج تشمل مخرج أي حرفٍ كان سواء لساني أو غير لساني أو نترك التعريف على حاله لتكون كلمة اللسان هنا للتغليب
ثم قال : واعلم أن الحرفين الملتقين إما أن يتماثلا بأن يتفقا مخرجاً
وصفة هذه الإحتمالات العقلية الأربعة
الأول أن يكونا من مخرج واحد ومتفقان في جميع الصفات وهما اللذين نسميهما المتماثلان
الثاني أن يكونا اتفقا في المخرج ويختلفا في بعض الصفات كان أستاذنا الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله يحب أن يقول في بعض الصفات، فالزاي والسين من مخرج واحد ومختلفان في بعض الصفات وليس كلها انقطع هنا الصوت قليلا
/ كان هذان الحرفان في اصطلاح العلماء ، مثل :( قد سمع ) فالدال من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ، والسين من منتهى طرف اللسان مع الصفحة الداخلية للثنايا السفلى ( قد سمع ) يكون إدغام متقاربين
الرابع أن يكون الحرفان الملتقيان لا تقارب بينهما في المخرج ولا الصفة أو فيه شيء من الصفات مشترك لكن المخارج بعيدة / يسمى هذان الحرفان متباعدان
التماثل والتجانس مع سكون الأول موجب للإدغام عند كل القراء فلذلك قال و أولي مثلٍ وجنسٍ إن سكن أدغم
التقارب بين الحرفين مع سكون الأول بعض القراء يدغمون وبعض يظهرون باعتبار الخلاف بين القراء فهذا الاختلاف يدرج في علم القراءات ولايدرج في علم التجويد إلا الشيء النادر منه وهو ما أجمع على إدغامه من الحروف المتقاربة ، مثل : الياء ( ينمو ) والواو فالنون والواو والنون والياء والنون والميم فهما حرفان متقاربان وليسا من مخرج واحد وهي حروف نادرة فالمتقاربين يدغمون في علم القراءات إلا ما أجمع على إدغامه فيدرج في علم التجويد ، كذلك إدغام القاف في الكاف من كلمة ( نخلقكم ) فهما حرفان متقاربان ولكن باعتبار إجماع إدغامهما فليس هناك أحد من القراء أظهر ولكن أختلف في الإدغام / هل يكون إدغاماً تاماً محضاً مع التشديد أم إدغام ناقص مع إبقاء صفة الاستعلاء في القاف هذا بحث ثاني ولكن الإدغام حاصل
القسم الرابع الحرفان المتباعدان إذا التقيا والأول ساكن فالإظهار واجب لكل القراء
إذاً القرب يوجب الإدغام والبعد يوجب الإظهار
فالتماثل والتجانس هذا لشدة القرب في المخارج فهذا يوجب للإدغام لا أقصد القرب المتقاربين أقصد القرب في المخارج تماثلها مع اتحاد المخرج سواء اتفقا في الصفات أو اختلفا في بعضها يوجب الادغام أما تباعد المخارج يوجب الإظهار أما تقارب الحرفين في المخرج والصفة فهذا بعض القراء أدغم والبعض أظهر وصاحبنا حفص من الذين يظهرون المتقاربين في أغلب الأقسام
قال الشارح :واعلم أن الحرفين الملتقيين إما أن يتماثلا بأن يتفقا مخرجاً وصفه
كا الباءين واللامين أو يتجانسا بأن يتفقا مخرجاً لاصفة وهنا قلنا الأفضل أن يقال بعض الصفات كما قال الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله من باب الدقة في العبارة كالطاء والتاء سواء تقدمت الطاء على التاء أو تأخرت عنها مثل (أحطت بما لم تحط ) ولو هذا إدغام ناقص ولو تأخرت الطاء عن التاء مثل(همت طائفة)كان هذا إدغام إجماعي وكالظاء والثاء- والظاء والثاء لم يجيئا في القران خلف بعضهما في القرءان والأول ساكن هذا يقول الشيخ السلماني : لا مثال له في القرءان ولو أبدل الثاء بالذال مثل (إذ ظلموا) لكان أولى
وكاللام والراء عند الفراء ،فالمخارج عند الفراء أربعة مخرجاً لأنه ألغى مخرج الجوف كما فعل سيبويه وجعل اللام والنون والراء من مخرج واحد باعتبار اللام والنون والراء عند الفراء من مخرج واحد فإدغامهما من قبيل المتجانسين يعني بعبارة أخرى قوله تعالى
(قل رب إما ترين ما يوعدون ) فكل القراء أجمعوا على إدغام اللام في الراء فليس هناك أحد قرأها بالإظهار أبداً ولكن ابن الجزري على كلامه باعتباره كان تابعاً للخليل ابن أحمد فابن أحمد جعل اللام من مخرج والراء من مخرج والنون من مخرج فهذا عند ابن الجزري من قبيل المتقاربين المجمع على إدغامهما ،لكن عند الفراء اللام والنون والراء من مخرج واحد فهي عنده من قبيل المتجانسين والعجب من ابن الجزري أنه الآن يمثل ب {قل رب}إدغام المتجانسين فكيف تمثل ب {قل رب} مع أنك جعلت في أول المنظومة اللام من مخرج و الراء من مخرج والنون من مخرج تبعا للخليل ابن أحمد وقلت على الذي يختاره من اختبر اخترت على أن النون والراء واللام لها مخارج متغايرة ثم لما مثلت لإدغام المتجانسين وشرط المتجانسين أن يكون من مخرج واحد مثلت ب قل رب لو مثل بشئ متفق عليه لكان أولى وفيه نصرة لمذهبه لكن لا ندري لماذا مثل ب قل رب
فقال الشارح كاللام والراء عند الفراء
هذا الإحتمال الثاني والإحتمال الثالث او يتقاربا مخرجاً وصفه كالدال والسين مثل (لقد سمع الله قول اللذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) من القراء من يدغم الدال في السين هذا من باب إدغام المتقاربين وأعود وأقول هذا يدرج في علم القراءات
والضاد والشين وهذا ما جاء إلا في مثال واحد قوله تعالى (فإذا استاذنوك لبعض شانهم ) هذا على رواية السوسي عن ابي عمرو البصري هذا من قبيل إدغام المتقاربين
وكاللام والراء¬ عند سيبويه،سيبويه جعل اللام من مخرج والراء من مخرج وكذلك الخليل ابن أحمد وكذلك ابن الجزري فنعود ونقول(قل رب)إدغام قطعا لكن هل هما متجانسين أومتماثلين،ابن الجزري وجماعته يسمونهما متقاربين، والفراء يقول هما متجانسين
إذا كان الخلاف ليس له تأثير عملي فلا علينا نذكرهما دون أن نضيع الوقت في نصرة أحد المذهبين أو نخذله. وكاللام والراء عند سيبويه فالمتماثلان والمتجانسان الخاليان عن ما يأتي إذا سكن الأول منهما أدغم في الثاني ك{قل رب}مثال المتجانسين على رأي الفراء و{بل لا يخافون}احذف القوس بعد كلمة لا وضعوه بعد كلمة يخافون مثال للمتماثلين