بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نستجلب البركة؟
أولاً: تقوى الله عز وجل مفتاح كل خير، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، وقال تعاالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2]، أي من جهة لا تخطر على باله. وعرف العلماء التقوى: بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله.
قيل لأحد الصالحين: إن الأسعار قد ارتفعت. قال: انزلوها بالتقوى.
وقد قيل: ما احتاج تقي قط.
وقيل لرجل من الفقهاء: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2]، فقال الفقيه: والله، إنه ليجعل لنا المخرج، وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5].
ثانياً: قراءة القرآن: فإنه كتاب مبارك وهو شفاء لأسقام القلوب ودواء لأمراض الأبدان: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [ص:29]. والأعمال الصالحة مجلبة للخير والبركة.
ثالثاً: الدعاء؛ فقد كان النبي يطلب البركة في أمور كثيرة، فقد علمنا أن ندعو للمتزوج فنقول: { بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير } [رواه الترمذي]، وكذلك الدعاء لمن أطعمنا: { اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم } [رواه مسلم]. وغيرها كثير.
رابعاً: عدم الشح والشره في أخذ المال: قال لحكيم بن حزام رضي الله عنه: { يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع } [رواه مسلم].
خامساً: الصدق في المعاملة من بيع وشراء قال : { البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما } [رواه البخاري].
سادساً: إنجاز الأعمال في أول النهار؛ إلتماسا لدعاء النبي ، فقد دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة في ذلك: فعن صخر الغامدي عن النبي أنه قال: { اللهم بارك لأمتي في بكورها } [رواه أحمد].
قال بعض السلف: عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يرزق؟!
قال: فكان رسول الله إذا بعث سرية بعثها أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا وكان لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار، فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضع ماله.
سابعاً: اتباع السنة في كل الأمور؛ فإنها لا تأتي إلا بخير. ومن الأحاديث في ذلك قوله : { البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه } [رواه البخاري].
وعن جابر بن عبدالله قال: أمر رسول الله بلعق الأصابع والصحفة، وقال: { إنكم لا تدرون في أى طعامكم البركة } [رواه مسلم].
ثامناً: حسن التوكل على الله عز وجل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]. وقال : { لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لررقكم كما يررق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً } [رواه أحمد].
تاسعاً: استخارة المولى عز وجل في الأمور كلها، والتفويض والقبول بأن ما يختاره الله عز وجل لعبده خير مما يختاره العبد لنفسه في الدنيا والاخرة، وقد علمنا النبى الاستخارة: { إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستفدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجله، وآجله فاقدره لى ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجله، وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به }.
عاشراً: ترك سؤال الناس؛ قال : { من نزل به حاجة فأنزلها بالناس كان قمناً أن لا تسهل حاجته، ومن أنزلها بالله تعالى أتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل } [رواه أحمد].
أحد عشر: الإنفاق والصدقة؛ فإنها مجلبة للرزق كما قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ [سبأ:39].
وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: { يا ابن آدم أنفق، أُنفق عليك } [رواه مسلم].
الثاني عشر: البعد عن المال الحرام بشتى اشكاله وصوره فإنه لا بركة فيه ولا بقاء والآيات في ذلك كثيرة منها يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]، وغيرها كثير.
الثالث عشر: الشكر والحمد لله على عطائه ونعمه؛ وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [ آل عمران:144]، لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7].
الرابع عشر: أداء الصلاة المفروضة؛ قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132].
الخامس عشر: المداومة على الاستغفار؛ لقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا واجعله عوناً على طاعتك، وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين.
منقوووووووووووووووووووول